الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

آباءٌ و بنون*!

حُباً بهم، و مخافةً عليهم من مستقبلٍ مجهول، يلجأ بعض الآباء إلى أسْر أمانيّ بَنيهِم -أياً كانت- بلجامٍ مُحكم من البِرّ و العقوق، لا يَميزُون فيه ما للأبناء في الحياة من مآرب، فتراهم عاكفين يستنسخون أنفسَهم بقناعاتها ليصبُّوها في ذُرياتهم صبّ القِطْر.

فمَن أخذ -من بنيهِم- بما استُنسِخ له، فثَمّ الجنة؛ و من لم يقْرَبه منهم، فالنار أولى به. و عليه، فإنَّ ترْكَ الأبناءِ أمانيَّهُم هو ما يستجلب لهم رضا الآباء، فيما يستوجبُ تمسُّكُهُم بها سَخَط الآباء عليهم.


و ترى البنين المساكين -عندئذ- على ما أعلنوا نادمين، تفيض أعيُنُهم من الدمع حَزَناً، مُتحلّقين حول مقصلةِ البِرّ و العقوق، حيارى بين مطرقةٍ و سَندانِها، يتوجسون ضربةً بين المَطارقِ و السَّنادين تفضخُ منهم الرؤوس.


ألا فالرِّفقَ آباءَنا؛ فإنَّ الحياة مرنةٌ لدنة.

و أما القناعات، فليست ميراثاً لا بد يُوَرَّث؛ و ليس الفكرُ إلا في تبدلٍ ما له مِن منتهى.

فهلا يسّرتُم -على المُعسِر- يسيراً أيها الآباء؟!

و هلا كففتُم عن لعِبِ لعبةِ "مفترق الطرق"؛ خشيةَ أنْ تفترق بنا السُبُل في أُخرانا، حيث لا لهوٌ هنالك و لا لعبٌ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مع خالص الاعتذار للكاتب الروسي (إيفان تورغينيف)، صاحب رواية تحمل الاسم ذاته.


هناك 5 تعليقات:

اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!