الجمعة، 11 فبراير 2011

رجالٌ، و لكن...*!


و بعد جولةٍ طويلةٍ نوعاً في رحاب عربتي التي استوقفتها محطاتٌ عدةٌ ساقتني إليها مشيئة الباري، أعود فأضرب ناقوس مجتمعي الصغير مجدداً...و بمنتهى العنف!

فإني -و بلا مقدمات- لأعجب -من ناحيةٍ- للرجل في مجتمعي كيف أضحى حاله، و إني -من ناحيةٍ أخرى- ليصيبني الذهول إذا علمتُ ما آلت إليه المرأة في المجتمع ذاته.

قد كانت المرأة في مجتمعي هذا -و ما زالت- هي المنوطة بكل المهام الوظيفية الجوهرية في الحياة؛ و لربما كانت المسؤول الأول، قبل الرجل حتى؛ حيث غدت هي الأصل و أضحى الرجل هو الصورة عنها، لتنطبق العبارةُ القائلة -و إني لَجِدُّ كارهٍ للاقتباسات-:"وراء كل رجلٍ عظيمٍ امرأة" على حيواتنا انطباق السماء على الأرض قُبيْل يوم الحشر الأعظم!

 و لما كانت المرأة هي العضو الفاعل الفعال -و مَثلُها كمَثَل مسكنات الألم الاصطناعية إذا هي ولجتْ الجسد السقيم-، فقد عطَّلت دور الرجل -و مَثَلُه كمَثَل الأجسام المضادة التي استودعها الحيُّ القيومُ الجسدَ البشري الواهن-؛ و لما أن تعطل دور الرجل، أصبحت هي -المرأة- عصاه التي لا تفارقه و يتوكأ عليها و يهش بها على أزمات الحياة!

 ثم لما أن تراجع الرجل و توارى كما يتوارى الجرذ في جحره، فإنه أفسح المجال كله للمرأة التي استقبلت وحدها الجيل القادم؛ و لما كانت المرأة -أية امرأة- تُسيِّرها العاطفة في أمور حياتها، فإنها ستزن تربية هذا الجيل -فتياناً و فتياتٍ- بميزانٍ واحدٍ جائرٍ، قائمٍ على هذه العاطفة، فيُبخَس حقُّ الصبي في التربية فيما تستوفي الفتاة معظم حقها!

 و هنا -و بلا مزيدٍ من الإسهاب- تولد الطامة!

 و كما كانت المرأة -يوماً- عكازةً يستند عليها الرجل، فقد ورثها الابن عنه، و غدا لا يستغني عنها كما لم يستغن عنها -من قبل- أبوه!

 و عندها -و بمزيدٍ من الاختزال- تولد طامةٌ أخرى!

 فعندما أينعتْ زهرة هذا الصبي عن شابٍّ فَتِيّ، و أضحى حلمه مقارعة العالم و مجاراته، تَفَقَّد عكازته فلم يجدها، و وجد كل من سواه يمشون الهوينى في حيواتهم و بلا عكازات، فتحسر قافلاً إلى حيث جحره كما الجرذ مثخناً بطعناتٍ شتى تركت فيه جِراحاتٍ غائرةٍ في اللحم لا تندمل!

و سؤالي العالق هاهنا:

كيف -بالله عليكم- بالذي اعتاد في صغره الاتكال في جل أمور حياته أن يستجدي نفسه -يوم أن بلغتْ من الكِبَر عِتِياً- أن تتعطف عليه بشيءٍ من الثقة و إثبات الذات؟!

و كيف للجسد الذي اعتاد الموت أن يحيا من جديد؟!

ثم من المُلام و من الملوم بعد كل هذا؟!

أجيبوا!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) قد يظن الظان أنني -بمقالي هذا- إنما أتحامل على المرأة أو أبخس حقها، غير أنني أنفي هذا جملةً و تفصيلاً. و حسبي من هذا المقال أن أستجمع شتات معادلةٍ موزونةٍ في التربية قوامها الرجلُ و المرأةُ الاثنان معاً، لا يطغى فيها أحدهما على الآخر، حتى نرتقي -في نهاية المطاف- بجيل واثقِ الخطى لا مضطرِبَها.

هناك 4 تعليقات:

اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!