الأحد، 19 سبتمبر 2010

رجولة الرجل: المرأة!

في مجتمعي الصغير، هناك فلسفةٌ لا أزال أبصِرُها تجري في العروق -من ابن آدم- مجرى الدم.

و إني -طبقاً لدراستي و تحليلي، و ربما لخطئي و جهلي- لم أعتقد -يوماً- بأن الأفكار و الرؤى تُوَرَّث تماماً كما تُورَّث الجينات. لم أعتقد -يوماً- بأن ينساق الجيل الحديث خلف أفكار الجيل المتقادم كما ينساق جيش من النمل خلف قطعة من السكر.

و هذه الفلسفة -و أنا أول من يعارضها- تقول -كما يقول أنصارها- أن: المرأة، و الزواج بالضرورة، هما من يقيمان رجولة الرجل.

و يا لها من فلسفة!

لست هاهنا بصدد التشكيك في أهمية الزواج، و لا لنفي محاسنه، و لا لتشويه صورته، و لكني هاهنا إقراراً لذاتي و كينونتي، و تهذيباً لصورتي.

و إني لأقول إنه لو لم يكن الرجل قائماً -بذاته- على رجولته، لما استطاع أبونا آدم أن يهنأ بعيش دونما امرأة. و حتى لو خُلقت حواء لتكون مؤنساً لآدم، فما المؤنس في أرض جرداء يجوبها وحيداً؟! و إن من الملهيات -في زماننا الحالي- ما هو كفيل بأن يحل محل المرأة -و لو شيئاً يسيراً من الوقت-، و إني لقادر على المضي قدماً في حياتي محتفظاً برجولتي من دونما أنثى تجبر خاطري، في الوقت الحالي على الأقل. و لست هاهنا أعم الناس جميعاً بتجاهل الزواج، بل إني أحض عليه، و لكن لي اعتباراتي؛ و لكل وجهة هو موليها.

ثم من قال إن الرجولة لا تكون إلا في إعالة أسرة و لا تصح إلا بها؟! قد أكون مقصراً في حق عائلتي -و لكل أسبابه-، غير أنني مقتدر على إعالة نفسي معتمداً على ذاتي، و لستُ بحاجة إلى شهادة تثبت -أو تنفي- رجولتي.

و من قال إن الرجولة تعتمد على مقدار ما يلبثه المرء من حياة؟! إنْ هي إلا أفعاله -و أقواله- ما يحدد رجولته، و إن كان في المهد صبياً!

و من قال إن النجاح لا يتأتى -و لا يؤتي ثماره- إلا مروراً بغمام المرأة؟! قد تكون المرأة حجراً في صرح النجاح، عدا أنها ليست النجاح كله، و ليس النجاح وقفاً عليها.

و من قال أن عدم الزواج منقصة للرجل و رجولته، و أن الرجولة حكر على المتزوجين دون غيرهم؟! إنْ هو إلا افتراء مبين!

و ختاماً، فإني لآسى أن ينْهدَّ عماد رجولتي على بكرة أبيه تحت وطأة...امرأة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!