السبت، 4 سبتمبر 2010

الخوض في تجربة الموت!

لا يستوي الموت و لا الحياة. لذلك، فبقدر ما أعشق الحياة، فإني أبغض الموت، بل أهابه في الواقع.

و إنني لأتساءل: أيكونُ خوْضُ تجربة الموت بهذه المشقة؟ و كيف هي لامرئ يحتضر؟ أهي مؤلمة؟


إنني لأتساءل و أتفكر، و أتفكر و أتساءل، بشكل اعتيادي مستمر، و فكرة الموت -المشوبة بالخوف- لا تنفك تغادر مخيلتي. "كيف ستكون خاتمتي في هذه الحياة" هو ما يحتل عقلي ليغزو خلاياه العصبية
.

و إني لَغيرُ قادر على تخيل أنني أخوض تجربة الموت، و قد انطفأ نور عيني، و لم تعُدْ الأصوات تجد طريقها إلى أذني، و لا الأنفاس طريقها إلى منخري، و لم يعد -و هذا هو الأهم- في صدري خافق ينبض.


و ليس في مقدوري تخيل حفرة في الأرض قد صممت لتحضنني -وحدي، و بالكاد-، فيما أنا في صمت القبر الذي أُسكِنتُ.


و ما أنا بمقتدر على تخيلي بلا حول و لا قوة، حين يُهَلُّ التراب و الطين من فوقي، و حين ينهشني دودُ جسميَ العفن و كأنما يجازيني بما اقترفتُ في حياتي
.

و إني لأعترف لك -أيها الفارس المظلم، المُلتحِفُ في سُتور الظلال- أني أهابك، و أنتَ مَن تخطف -بلا تمييز- أرواحَ البشر بين الفيْنة و الفيْنة. و إني ليُخامرُني الشعور بأن روحي هي التالية، و إني لخائفٌ، بل متوجس
.

و إني -ها هنا- ليُخالِجُني خاطرٌ أخير يخص الموت، و ما يدعو للسخرية فيه أنه يَسوقُني إلى الموت: ففيما يتعلق بالموت، فإن أحدنا سيشهد موت الآخر...و يا لها من فكرة مفزعة
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!