الاثنين، 31 أكتوبر 2011

عذراً بخستُكِ تركيا*!

قبل أيامٍ قليلةٍ ماضية، هزت تركيا موجةٌ زلزاليةٌ عنيفةٌ لا يستهان بها، جاوز ضحاياها الست مائة ضحية، سارعت على إثرها دول عدة للتفريج عن كرب المنكوبين و التخفيف من أثر وقْع هذه النازلة عليهم...
كانت من ضمن هاته الدول: دولة بني صهيون اليهودية!

و لأني علمتني الحياة ألا آمَن لليهود جانباً في ردودِ أفعالٍ كتلكم، فقد تملكتني مخاوفُ شتى، أخذتْ بتلابيب مخيلتي ذات اليمين و ذات الشمال، فألفيتُني أتساءل:


"
تُرى...
لماذا هبّت إسرائيل لنجدة تركيا؟! ألِتتملقها، أم لتخطِب من المسلمين وُدَّها؟!
أم تُراها ابتغت -و ما ذلكم منها ببعيد- أن تظهر أمام العالم بمظهر الشريف الداعي إلى الصلح و الإصلاح؟!"

"و هل ستتعاطف تركيا -على الجانب الآخر- مع القضية الإسرائيلية، على ضوء ما ستمدُّ به لها الأخيرة من يدِ عونٍ، بُعيْد الزلزال المدمر الذي حاق بها؟!

و هل ستلتئم -بمَعوناتٍ كهذه- العلاقاتُ الدبلوماسية بين البلدين، خاصةً بعدما أشعلت تركيا شرر القطيعة بطردها السفير الإسرائيلي إثر اعتداء إسرائيل السافر على أسطول الحرية التركي، الحامل إلى فلسطين خيراتٍ من أيادي أهل تركيا البيضاء؟!
ثم هل سيكون في طَوِيّة تركيا التغاضي و الصَّفح عما كان من إسرائيل من هجومٍ على أسطولها ذاكم، مقابل رشاوى الاستمالة الإسرائيلية هذه؟!"

طافت هذه التساؤلات حول رأسي كالصواريخ، فأصابته بالدوار؛ و توارت عن ناظريْه -في غمرة تفكُّرِه- كل ما قامت به الدول الأخرى من مبادراتٍ خلف حماقة المبادرة الإسرائيلية!


ثم تلاشى كل أثرٍ لهذه الشكوك من عقلي دفعةً واحدة، بعدما علمتُ من أمرِ صرخةِ تركيا في وجه إسرائيل و مدِّها يدَ الاعتراض نحوها، فيما تتقبل يدُها الأخرى -المبسوطة عن آخرها- كل الهِبات الأخرى من واهبيها بقَبولٍ حسَنٍ، و على وجهها أسمى علائم الرضا و أبهى قسَمات الامتنان!


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لستُ ضالعاً في السياسة، و لكني أعجب لأسلوب تركيا في التعامل مع إسرائيل، فأجد قلمي مُلزماً بسكب حبره طرباً و فخراً!


هناك 5 تعليقات:

اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!