السبت، 26 مارس 2011

و تزلزلت!

"ستُزَلزَلُ الأرض تحت أقدامنا!"

و لأنني بشرٌ هزيلٌ...

فقد هدَّ النبأ أركاني، فَدَكَّ كَوْني و وجداني!

و لأنني بشرٌ هزيلٌ...

فما إنْ صكَّ مسامعيَ البلاغ، حتى رأيتُ "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا" تطوف بي طواف الحاج بالكعبة، و أبصرتُ "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" مُقبلةً من قريبٍ بوجهٍ مكفهرٍ حالِكٍ، فألفيتُني مُحاصَراً بين ثلاثةٍ عِظامٍ يتقدمني منها "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ"، و عن يمينها "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ"، و عن يسارها "أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ"، فأيقنتُ -يقين القلب النابض في صدري- أن حياتي إلى زوالٍ إلا أن يأتي الله أمراً كان مفعولاً!

ثم إن وجوهاً باسمةً -لطالما ألِفتُها و عشقتها- قد طوَّفَتْ بي، ثم ما لبثتْ أن طوقتْ مني العنق لتخنقني و تسلب مني -بعدما سُلِبتُ النوم- روحاً كُتِب عليها منذ الأزل -أو قبله- أن تَرَدَّى، فتحجرتْ دموعي في مقلتيَّ إذ أراها -رأي العين- من حولي صرعى قد ضرّجت أجسادَها حمرةُ الدماء!

فهل -يا ترى- سنشهد هذا المشهد الدامي، أم تُرانا نقضي في هدوءٍ و سكينة؟!
و هل حان قطاف أرواحنا؟! و هل أزِفَ استخلاف خلقٍ دوننا؟!

لستُ -للأسف- أجدُ جواباً شافياً...

لأنني بشرٌ هزيلٌ!

هناك 4 تعليقات:

اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!