اسمي، و اسمي الآخر!

يَعز علَيَّ اسمي، و يَعز علَيَّ -كذا- صحبي.

قد كتبتُ مقالي هذا لما وجدتُّني أصطلي بنارين: نارٌ تلظى فيّ لأني لا أستبين وجهة نظرك، و أنت أعلم بالسبب؛ و أخرى أصطليها لأني غير مُطّلعٍ على ما في مكنون صدرك، فلستُ بعالِمِ الغيب و الشهادة.

فوجدتُّ في مقالي هذا -أخيراً- السلوى، علّك تطّلع عليه متى ما شاء المنان.

في البدء، و قبل كل شيء، فإني أدين لك بأمورٍ عظامٍ جِسامٍ لا حصر لها، فلك الشكر الجزيل.

عدا أنه...

كان كل شيء كما يجب، إلى أن تغير منطوق اسمي على لسانك. لبثتُ أياماً عدة أتحرى العلة و السبب؛ لكني لم أجد جواباً يشفيني، فقررتُ أن أستفهم منك.

غير أن ردك لم يشف غليلي؛ فكانت إجاباتك -كلها- لا قرار لها و لا أساس.

علّلتَ فعلك هذا ببعض الأسماء لم تكن غيّرتها، لكن حجتك هذه داحضةٌ مردودٌ ما فيها؛ إذ إن هذه الأسماء لم تكن لها من "أسماء أخرى" تُنادى بها من قبل.

أخبرْتَني أني لستُ الوحيد الذي تبدل على لسانك منطوق اسمه، فألفيتُني أبحث و أتمعن، فوجدتُني الاستثناء الأوحد و الشاذ عن القاعدة الذي تغير منطوق اسمه في قائمةٍ تُطاوِل العشرين اسماً لم يتغير منطوق واحدٍ منها على لسانك.

جادلْتَني بالتي هي أحسن، فقلتَ إني قد بلغ بي الكبر مبلغاً، و لم يعد "اسمي الآخر" صالحاً للاستخدام بعد الآن -و يا له من استخفاف بعقلي!-، فوجدتُني أراك تطلق "الأسماء الأخرى" جزافاً على من هم أكبر مني سناً.

ناورتَني مناوراتٍ هشةٍ كالقش، حتى أنها لا تصلح أن تُسرد.

فـ حُقَّ لي -بعد الذي كان- أن أرتاب.

أفبعد هذا تسألني:"لماذا تهتم بتوافه أمورٍ كهذه؟"، فدعني أُجِبْكَ -أنا- واثقاً:"لو كان أمراً تافهاً -كما تقول-، لما بدأته أول مرة!".

أليس كذلك؟!

فبالله عليك أجبني: لماذا تبدل الحال؟!

و يبقى السؤال معلقاً يحتار في أروقة عقلي، متزامناً مع بقاء الجواب متدلياً يترنح في ثنايا لُبِّك.

هذا...إلى أن يحكم الله، و هو خير الحاكمين!