في صبيحة كل يوم، أراني أنثر الابتسامات المدروسة يمنةً و يسرة، حتى أصل إلى المختبر حيث أعمل.
و هناك، تبدأ عجلة الحياة بالتدحرج رويداً رويداً، و كأنما تَعِدني و تُعِدُّني ليومٍ حافل، ثم لا تلبث أن تتسارع بالدوران بلا كلل و لا ملل، و كأنما وُكِّلت و أُنيط بها أن تدور إلى أبد الآبدين؛ و ليس ببعيد أن تدوسني لتستلقي على قفاي -و قد فعلتْ- في خضم حركتها الدؤوبة، لتسلبني الشعور بالزمان و المكان كليهما معاً.
و هاأنذا يحضنني المعمل لأستقبل باكورة العينات المخبرية، مع إشراقة الشمس. تطلعتُ إليها -العينات، و ليس أي شيء آخر-، فإذا بي أجدها جميعاً مخلفات بشرية تصب جُلُّها في نهر سوائل الجسم.
و دونما خوضٍ في مزيد من تفاصيلَ قد تكون مقرفة، فقد وجدتُ في تيك المخلفات -بعد أن أرجعتُ فيها البصر كرّتيْن- بُعداً آخر ذكّرني بمالك بن دينار إذ قال لابن أحدهم -و قد اختال- و هو يعظه: "يا بني، لو تركت هذا الخيلاء، لكان أجمل"، فقال: "أوما تعرفني؟"، فعرّفه نفسَه قائلاً: "أعرفك معرفة جيدة: أولك نطفة مذرة، و آخرك جيفة قذرة، و أنت -بين ذلك- تحمل العذرة."، فنكّس الفتى رأسه خجِلاً.
فعلام الكِبر و الخيلاء -يا بني البشر-، و قد سُطر في دستورنا أنْ قد خُلق الإنسان ضعيفاً؟! و كيف استسغتم -يا بني آدم- سبيل الكِبر، و قد قال المتعالي: "الكبرياء ردائي، و العظمة إزاري؛ فمن نازعني واحداً منهما، قذفته في النار"؟!
هذا شيء مما حَوَتْ دهاليز المختبر، فسطّره القلم صاغراً قد صغر.
و هناك، تبدأ عجلة الحياة بالتدحرج رويداً رويداً، و كأنما تَعِدني و تُعِدُّني ليومٍ حافل، ثم لا تلبث أن تتسارع بالدوران بلا كلل و لا ملل، و كأنما وُكِّلت و أُنيط بها أن تدور إلى أبد الآبدين؛ و ليس ببعيد أن تدوسني لتستلقي على قفاي -و قد فعلتْ- في خضم حركتها الدؤوبة، لتسلبني الشعور بالزمان و المكان كليهما معاً.
و هاأنذا يحضنني المعمل لأستقبل باكورة العينات المخبرية، مع إشراقة الشمس. تطلعتُ إليها -العينات، و ليس أي شيء آخر-، فإذا بي أجدها جميعاً مخلفات بشرية تصب جُلُّها في نهر سوائل الجسم.
و دونما خوضٍ في مزيد من تفاصيلَ قد تكون مقرفة، فقد وجدتُ في تيك المخلفات -بعد أن أرجعتُ فيها البصر كرّتيْن- بُعداً آخر ذكّرني بمالك بن دينار إذ قال لابن أحدهم -و قد اختال- و هو يعظه: "يا بني، لو تركت هذا الخيلاء، لكان أجمل"، فقال: "أوما تعرفني؟"، فعرّفه نفسَه قائلاً: "أعرفك معرفة جيدة: أولك نطفة مذرة، و آخرك جيفة قذرة، و أنت -بين ذلك- تحمل العذرة."، فنكّس الفتى رأسه خجِلاً.
فعلام الكِبر و الخيلاء -يا بني البشر-، و قد سُطر في دستورنا أنْ قد خُلق الإنسان ضعيفاً؟! و كيف استسغتم -يا بني آدم- سبيل الكِبر، و قد قال المتعالي: "الكبرياء ردائي، و العظمة إزاري؛ فمن نازعني واحداً منهما، قذفته في النار"؟!
هذا شيء مما حَوَتْ دهاليز المختبر، فسطّره القلم صاغراً قد صغر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!