في مجتمعي الصغير، هناك فلسفةٌ لا أزال
أبصِرُها تجري في العروق -من ابن آدم- مجرى الدم.
و إني
-طبقاً لدراستي و تحليلي، و ربما لخطئي و جهلي- لم أعتقد -يوماً- بأن الأفكار و
الرؤى تُوَرَّث تماماً كما تُورَّث الجينات. لم أعتقد -يوماً- بأن ينساق الجيل
الحديث خلف أفكار الجيل المتقادم كما ينساق جيش من النمل خلف قطعة من السكر.
و هذه
الفلسفة -و أنا أول من يعارضها- تقول -كما يقول أنصارها- أن: المرأة، و الزواج
بالضرورة، هما من يقيمان رجولة الرجل.
و يا لها
من فلسفة!
لست هاهنا
بصدد التشكيك في أهمية الزواج، و لا لنفي محاسنه، و لا لتشويه صورته، و لكني هاهنا
إقراراً لذاتي و كينونتي، و تهذيباً لصورتي.
و إني
لأقول إنه لو لم يكن الرجل قائماً -بذاته- على رجولته، لما استطاع أبونا آدم أن
يهنأ بعيش دونما امرأة. و حتى لو خُلقت حواء لتكون مؤنساً لآدم، فما المؤنس في أرض
جرداء يجوبها وحيداً؟! و إن من الملهيات -في زماننا الحالي- ما هو كفيل بأن يحل
محل المرأة -و لو شيئاً يسيراً من الوقت-، و إني لقادر على المضي قدماً في حياتي
محتفظاً برجولتي من دونما أنثى تجبر خاطري، في الوقت الحالي على الأقل. و لست
هاهنا أعم الناس جميعاً بتجاهل الزواج، بل إني أحض عليه، و لكن لي اعتباراتي؛ و
لكل وجهة هو موليها.
ثم من قال
إن الرجولة لا تكون إلا في إعالة أسرة و لا تصح إلا بها؟! قد أكون مقصراً في حق
عائلتي -و لكل أسبابه-، غير أنني مقتدر على إعالة نفسي معتمداً على ذاتي، و لستُ
بحاجة إلى شهادة تثبت -أو تنفي- رجولتي.
و من قال
إن الرجولة تعتمد على مقدار ما يلبثه المرء من حياة؟! إنْ هي إلا أفعاله -و
أقواله- ما يحدد رجولته، و إن كان في المهد صبياً!
و من قال
إن النجاح لا يتأتى -و لا يؤتي ثماره- إلا مروراً بغمام المرأة؟! قد تكون المرأة
حجراً في صرح النجاح، عدا أنها ليست النجاح كله، و ليس النجاح وقفاً عليها.
و من قال
أن عدم الزواج منقصة للرجل و رجولته، و أن الرجولة حكر على المتزوجين دون غيرهم؟!
إنْ هو إلا افتراء مبين!
و ختاماً، فإني
لآسى أن ينْهدَّ عماد رجولتي على بكرة أبيه تحت وطأة...امرأة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب ما بدا لك، لكن...بضمير!